إجتماعية

ناصر شاب جامعي يغرق في حب طالبة لعوبة تقوده إلى الجريمة

المستقلة خاص ليمنات:

 

منذ تفتحت عيناهما على الدنيا وعبد الرحمن وناصر لا يفترقان فقد عاشاً معاً في القرية التي لا تبعد كثيراً عن إحدى المدن اليمنية في محافظة تعز قضيا طفولتهما بين جبال ووديان القرية يلعبان ويمرحان محاطين بهدوء القرية وجمالها، البديع وبمباركة أسرتهما.. التحق ناصر وعبد الرحمن بالمدرسة في القرية،  وفي القرية أكملا دراستهما الأساسية والثانوية، وحصلا على مجموع كبير يؤهلهما على الالتحاق في أي كلية في الجامعة… كان لزاماً عليهما الانتقال إلى المدينة لإكمال دراستهما الجامعية، بعد أن قام والدا ناصر وعبد الرحمن باستئجار غرفة لهما في إحدى أطراف العاصمة.. كان عبد الرحمن وناصر أكثر من أخوة بل تجاوزت صداقتهما ذلك ليكونا توأماً في جسدين فكل واحد منهما مخزن أسرار للآخر ولا يمكن أن يخفي أحدهما شيئاً عن الآخر.

فعلى مدى 24 ساعة وهما لا يفترقان سواء في الجامعة أو في المنزل مر عامان على دراستهما في الجامعة فتعرض عبد الرحمن لظرف طارئ أجبره لمفارقة صديقه ناصر  وسافر خلاله إلى القرية لكي يكون بجانب والده الذي أصيب بمرض مفاجئ ووقف إلى جوار والده حتى استكمل علاجه.

وخلال تلك الفترة كانت الاتصالات بين عبد الرحمن وناصر متواصلة لم تنقطع وكان يلمح ناصر لعبد الرحمن عن مفاجآت حدثت أثناء غيابه ويطلب منه العودة إلى صنعاء بشكل عاجل.

غاب عبد الرحمن لمدة شهرين تقريباً وعاد إلى صنعاء لمواصلة دراسته الجامعية مع صديقه ناصر.

فرح ناصر كثيراً بعودة صديقه العزيز عبد الرحمن الذي بدأ متعطشاً لمعرفة المفاجأة التي سيعلن عنها ناصر لصديقه.. لم يتردد ناصر وقال له يا صديقي إنني أمر في قصة غرام وحب مع زميلتنا منى التي كانت قد أخبرتك سابقاً إنني معجب بها، رد عليه عبد الرحمن ببرود وماذا بعد قال له لقد صارحتها بمشاعري فبادلتني نفس المشاعر والحب وأضاف ناصر بالقول أه يا عبد الرحمن لو تدري كم أعشقها وكيف استطاعت هذه الفتاة أن تستحوذ على كل مشاعري ووجداني إلى درجة أنني لا أستطيع الصبر عن سماع صوتها ساعة واحدة.. وللتأكد من ذلك انظر إلى عدد كروت التعبئة التي استغرقتها في محادثتها.

استقبل عبد الرحمن قصة غرام صديقه ناصر بفتاته منى ببرود، ورد عليه وفقك الله ولكن أتمنى أن لا تتسرع في اتخاذ خطوة قبل أن تتأكد من أخلاقها وأسرتها ومدى مصداقيتها..

بدأت تتغير حياة ناصر، لقد صار يتكلم بالهاتف لعدة ساعات متواصلة مع حبيبته منى، وكثيراً ما يقضي ساعات نهاره أثناء الدراسة معها خارج قاعة المحاضرات.. وهو الأمر الذي أثار حفيظة صديقه عبد الرحمن الذي خاف عليه من الضياع والانسياق وراء وهم كاذب فالفتاة التي هام بها عشقاً الكثير يتحدث عنها في الجامعة بأنها فتاة لعوبة، حاول عبد الرحمن أن يواجهه بضرورة الاهتمام بدراسته وترك هذه الفتاة التي غيرت حياته سلباً لكن ناصر كان يواجه كل ذلك بالرفض، بل وصل به الحد أن يتهم صديق عمره بأنه يحسده على منى، التي اختارته من بين كافة طلبة الجامعة ليكون فارس أحلامها.

وصلت أنباء كثيرة إلى مسامع عبد الرحمن بأن منى لها نزوات وصولات وجولات كثيرة مع شباب آخرين وما ناصر إلاّ محطة جديدة في حياتها وربما يكون ستاراً لممارسة سرية لا يعلمها هذا الهائم الولهان.

بدأ يفكر عبد الرحمن كثيراً كيف يخرج ناصر من حياته الجديدة، وتلك الفتاة التي قد تجلب له المتاعب ولأسرته وتساءل مع نفسه هل يبلغ والد ناصر بحقيقة ما وصل إليه حال ابنهم أما يحاول أن يقنعه وإن رفض يواجهه بحقيقة تلك الفتاة التي ليست سوى فتاة استغلت طيبة ناصر لتوقعه في حيلها..

في ذات مساء فاجأ ناصر عبد الرحمن بأنه قد قرر خطبة منى رسمياً فسأله عبد الرحمن وهل منى موافقة على ذلك فأجاب ناصر بالإيجاب حاول إثناءه ليرجع عن قراره لكن رفض فقال له عبد الرحمن أن صداقتنا تفرض عليّ أن أعلمك بأن فتاتك التي تقول إنها تحبك حتى العبادة لها علاقات مع كثير من الشباب وتذهب معهم، فنزل كلام عبد الرحمن على ناصر كالصاعقة وثار في وجه عبد الرحمن وكاد أن يصطدم معه بعدما انهال عليه بأغزر الشتائم واتهمه بخيانة الصداقة.

لازم عبد الرحمن الصمت وأضمر في نفسه بضرورة مواجهته بحقيقة هذه الفتاة، فصداقته مع ناصر الوثيقة تأبى أن ترمي ناصر إلى أحضان هذه الغانية اللعوية خاصة وأن ناصر كان رقيق المشاعر سرعان ما يتماهى أمام الكلمات الرقيقة..

ذهب عبد الرحمن إلى الجامعة بعد تلك المواجهة مع ناصر وهو حائر يائس وبصورة مغايرة للصورة البشوشة التي يظهر بها أمام زملائه الذين يحبونه كثيراً لطبعه الرقيق وبسمته الدائمة لاحظ أحد زملائه حال عبد الرحمن المختلف عن كل يوم، فعزمه على كوب من الشاي في بوفية الجامعة وسأله زميله عن سبب تغير حاله في ذلك اليوم أفصح عبد الرحمن لزميله بما جرى بينه وبين ناصر وخوفه عليه من تلك الفتاة وقال أبحث عن حل كي أجنب صديقي من تلك الكارثة.. ضحك زميله كثيراً وأتهم ناصر بالغباء وقال لا يدرك ما تمارسه منى وعلاقاتها الغير محدودة مع معظم الشباب، ثم سأل عبد الرحمن إذا شاهد ناصر حبيبته منى وهي في شقة مع شخص آخر هل سيصدق وسيتراجع عن قراره أو أنه سيظل غارقاً في بحر وهم أسمه الحب.. تقبل عبد الرحمن الفكرة وقال إنها فكرة معقولة ولكن كيف.. قال له لا تخف أنا سأتدبر الأمر قام زميل عبد الرحمن ويدعى محمد وقد كان له علاقة مع منى واسعة ويعرف كل طرقها عزمها إلى منزله ولبت منى بدورها الدعوة وقد اشترطت عليه أنها ستذهب معه إلى المنزل على أن لا يعلم أحد وخاصة ناصر وقالت أن ناصر يعتزم خطبتها وسآتي معك على أن تكون أخر مرة وافق محمد على ذلك وذهب الاثنان إلى الشقة.. استأذن محمد من منى للخروج لشراء بعض المأكولات والعودة إليها خرج محمد وترك باب المنزل مفتوحاً واتصل بعبد الرحمن يدعوه للحضور مع ناصر إلى المنزل وقد ترك باب المنزل مفتوحاً وقال له قل لصاحبك يأتي ليشاهد حقيقة حبيبته.

بحث عبد الرحمن عن ناصر فوجده في بوفية الجامعة وعرض عليه زيارة زميلهما محمد وقال لناصر أنه قد عزمني يوم أمس على الغداء فهيا لنتغدى سوياً وافق ناصر وانطلقا معاً وولجا عبد الرحمن وناصر المنزل ليجد ناصر نفسه أمام منى وجه لوجه لقد أنذهل من هول ما شاهد كانت قد خلعت الشرشف وتبرجت وبدت كاشفة جسدها الفاتن.. صرخ في وجهها بشدة ووجه لها صفعة على خدها أنسحب عبد الرحمن بهدوء وهو يقول لناصر هذه حقيقة من تحب حاولت منى أن تمتص غضب ناصر وتقديم له المبررات وأنها مكايدة رسمها صديقه عبد الرحمن ومحمد.. ضعف ناصر وحاول تصديقها وأقسم يميناً أنه سينتقم لها منهما استل سكيناً من المطبخ ودعاها إلى مغادرة المنزل ولكن قبل المغادرة دخل محمد فهجم عليه ناصر وغرس السكين في بطنه وخرج ومنى تصرخ  سمع عبد الرحمن الصراخ والذي كان قد توقف في جانب المنزل فدخل ليعرف أسباب الصراخ ليواجه صديقه ناصر في سلم المنزل والذي بدوره تلقى طعنة هو الآخر في بطنه تجمع الناس وتم نقل محمد وعبد الرحمن إلى المستشفى وأجريت لهما عمليتان كتب الله لهما الشفاء فيما تم القبض على منى وناصر وتم إحالتهما إلى النيابة.

زر الذهاب إلى الأعلى